الباب الثالث: علم نفس الإلحاد
أول كتاب صدر بعنوان “علم نفس الإلحاد” كان مؤلفه الأمريكي ڤيتز، والقناعة التي توصلتُ لها كما يقول الكاتب من هذه الدراسة هي:
١– العوائق أمام الإيمان ليست موضوعية بل ذاتية (نفسية شخصية اجتماعية)، دوافع الإلحاد ما هي إلا قناع يخفي الدوافع الأساسية.
٢– على الرغم من العوامل الذاتية للإلحاد فلاإنيان يتمتع بالإرادة الحرة والإختيار.
الفصل الرابع: الإلحاد مشكلة نفسية
فرويد والإلحاد: طبّق فرويد على الإيمان نظريته و يمكننا أيضًا أن نطبقها عليه في إلحاده “الإلحاد تحقيق للرغبات الأوديبية” .
عقدة أوديب: في سن ٣ تنشأ لدى الطفل رغبة جنسية شديدة تجاه أمه، ولكنه لا يستطيع إزاحة أبيه فيكبت رغبته، فإذا لم تظهر بشكل مرضي فإنها تعبر عن نفسها في السلوك برفض السلطة العليا.
ويمكننا أن نستعمل ما يقوله فرويد على الإلحاد أيضًا حيث يمثّل الإله المعادل النفسي للأب، ومن هنا تنشأ الرغبة في ألا يوجد إله.
ڤولتير: هذا الفيلسوف الفرنسي أفضل مثال على نظرية فرويد، فقد كان رافضًا للدين لأنه كان شديد الكره لأبيه وكان يروج أنه ابن أحد النبلاء، رغبة في الانتساب لطبقة اجتماعية راقية، كما كان يرفض الملك كذلك.
الدوافع النفسية للإلحاد ٢٤
أجرى هلاهمي تجربة على أعضاء الاتحاد الأمريكي للإلحاد فظهر له أن نصف الملحدين قد فقدوا أحد الوالدين، فلذلك ينبغي دراسة ظروف النشأة للملحدين، أما أهم العوامل فهي:
١- منظور التقصير الأبوي: للتقصير الأبوي دور أساسي في تبني الأبناء للإلحاد، ويقول فرويد “أن الفتيان يفقدون إيمانهم الديني بمجرد أن تنفصم عُرى السلطة الأبوية“.
٢- نظرية الأرتباط التعلق: ترى هذه النظرية أن طبيعة الإرتباط بين الطفل وأمه تمثل العلاقة المستقبلية له مع الآخرين حتى الإله.
٣- غياب نموذج الأم: ترمز الأم إلى نقاء الإله ورحمته وعنايته بالنسبة لطفلها، وأظهرت الدراسات أن كبار الملاحدة كانت علاقاتهم بإمهاتهم مضطرفة في الطفولة، ويعتمد قبول الشخص للعلاقة مع الإله على نمط ارتباطه بأمه، ولذلك فرضيتان
أ. التوافقية: مضمونها أن هناك توفقًا بين نمط الإرتباط مع الأم وبين الإرتباط بالإله.
ب. التعويضية: كنوع من التعويض يلجأ الشخص ذو الإرتباط غير الآمن للإرتباط بالإله، وهذا ما يفسر التحول المفاجئ لدى بعض الملاحدة للإيمان.
أمثلة الملاحدة:
١– آرثر شوبنهور: هجرته أمه وأهملته فهو حمل غير مرغوب فيه.
٢– جل جونستون: كانت تحتقرها أمها واكتشفت أن والديها لم يتزوجا.
٣– برتراند راسل: فقد أمه في سن سنتين.
٤– جان بول سارتر: بعد وفاة أليه تزوجت أمه فلفظه زوج أمه وتركته لجديه اللذين أهملاه.
٥– ڤولتير: يصف أمه بالعاهرة وكانت كثيرة الغياب عنه.
٦– فريدريخ نيتشه: كان يعتبر النساء كالقطط أو الطيور وفِي أحسن الأحول كالبقر.
والأمثلة تمتد للسفاحين أيضًا.
الإختلاف الأسري
لاحظ عالم النفس هلاهمي التالي:-
١– كلما تضاءل إهتمام الولدين بالدين كلما ازداد تمرد الأبناء.
٢– إذا كان الوالدان مختلفين في الدين زاد احتمال ارتداد الأبناء.
٣– الذين ارتدوا عن الدين في العادة علاقاتهم بالأسرة غير طبية.
من أمثلة الملاحدة على ذلك:
١- ويلز: كان والداه ينامان في غرفتين منفصلتين للخلاف بينهما.
٢- برتراندراسل: ماتت أمه في سن٢ ومات ابوه في سن ٤ وكانت مربيته في ١١.
٣- ڤولتير: ماتت أمه وهجره أبوه.
٤- جين لمبيرت: تُرك في سلة أمام الكنيسة.
٥- بارون دو لباخ: هجره والداه.
البطل الملحد
شدة الارتباط بأحد الولدين الملحدين قد ينتج الإلحاد للأبناء، مثل:
١- جونستيوارتمِل: فيلسوف واقتصادي كبير حيث يعتبر أن الإيمان غير مطروح في ظل والده الملحد.
٢- سيمونديبوڤوار: كانت تقول “إن شك أبي مهّد الطريق لي“.